يعتبر المجال المعني بالأطفال ورفاههم من مجالات التعاون التي تحظى بأهمية بالغة بالنسبة للبلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي من أجل العمل الإسلامي المشترك في إطار برنامج عمل منظمة التعاون الإسلامي لعام 2025. وذلك بحكم تمتع هذه البلدان بهرم سكاني ذي قاعدة عريضة، أي أنها أكثر البلدان فتوة في العالم، ويتمثل ذلك في كون أكثر من ثلث سكانها دون سن الـ15 من العمر. وهذا ما يفسر الطلب الكبير على خدمات الرعاية الصحية والتمدرس والغذاء والترفيه والحماية الاجتماعية والرعاية الاجتماعية للرضع والأطفال الصغار.

ولمعالجة مختلف القضايا المتعلقة بالأطفال في الوقت المناسب وبأنجع الطرق الممكنة، عقدت البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي خمس دورات للمؤتمر الإسلامي للوزراء المكلفين بشؤون الطفولة. كما اعتمد مجلس وزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (CFM) عهدحقوق الطفل في الإسلام" (OCRCI) في 2005 لتوفير إطار قانوني قائم على المبادئ والتعاليم والأخلاق الإسلامية لتحديد حقوق وواجبات كل من الطفل والأسرة والمجتمع والدولة. وناقشت البلدان الأعضاء في المنظمة مؤخرا، خلال فعاليات المؤتمر الوزاري الأول المعني بالتنمية الاجتماعية الذي عقد في 2019، إطار المبادئ التوجيهية في سبيل وضع الخطة الاستراتيجية لمنظمة التعاون الإسلامي بخصوص رفاهية الأطفال في العالم الإسلامي.

ومنذ 2005 دأب سيسرك على توفير تحليل شامل بخصوص وضع الأطفال في البلدان الأعضاء في المنظمة من خلال دراسة أحدث البيانات والاتجاهات المتعلقة برفاه وصحة وتغذية وتعليم الأطفال وأمنهم الغذائي وحظهم من خطط وبرامج الحماية الاجتماعية. وكل التقارير المتعلقة بوضع الأطفال التي يعدها سيسرك تعد بمثابة وثائق مرجعية يسترشد بها المؤتمر الإسلامي للوزراء المكلفين بشؤون الطفولة الذي توقف تنظيمه وستواصل نفس الدور مع المؤتمر الوزاري المعني بالتنمية الاجتماعية الذي يعقد مرة كل سنتين. وتدرس مختلف التقارير أحدث البيانات القابلة للمقارنة والاتجاهات بشأن صحة الطفل ورفاهه، وتغذية الأطفال وأمنهم الغذائي، والتعليم الأساسي والتمدرس، وحماية الطفل ورعايته الاجتماعية. كما تساهم أبحاث سيسرك في توفير معلومات هامة تخدم الجهود المبذولة على مستوى صياغة السياسات والمبادرات الرامية للنهوض بوضع الأطفال.