يعتبر النمو الكبير للنشاط السياحي الدولي من أبرز الظواهر الاقتصادية والاجتماعية في القرن الماضي. كما يتميز هذا النشاط باتساع رقعته الجغرافية وتنوع الوجهات السياحية. وعلى الرغم من أن النشاط السياحي ما يزال مرتكزا في المناطق المتقدمة في أوروبا والأمريكتان، إلا أنه تم أيضا تسجيل انتشار مهم لأسواق مستقبلة للسياح في المناطق النامية.
وقد صارت السياحة الدولية أحد أهم النشاطات الاقتصادية ومصدرا مهما من مصادر عائدات النقد الأجنبي والعمالة في العديد من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. ولذلك تم إيلاؤها اهتماما كبيرا عند صياغة استراتيجيات التنمية الوطنية، كما نجدها على جدول أعمال العديد من التجمعات الحكومية الدولية. ومنذ عام 2000، اجتمع وزراء السياحة في منظمة التعاون الإسلامي 10 مرات لمناقشة القضايا والتحديات الرئيسية التي تواجه قطاع السياحة في دول المنظمة والخروج بصيغة للعمل الإسلامي المشترك لتنمية قطاع السياحة المستدامة.
وبدأ سيسرك بإعداد تقرير "السياحة الدولية في دول منظمة التعاون الإسلامي: آفاق وتحديات" بشكل منتظم لتسهيل المناقشة خلال المؤتمر الإسلامي لوزراء السياحة (ICTM). ويهدف هذا التقرير إلى تقييم أداء قطاع السياحة الدولية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ودورها الاقتصادي. كما يحلل المؤشرات المستخدمة تقليديا مثل الوافدين من السياح الدوليين وعائدات السياحة الدولية على المستويين القطري والإقليمي لمنظمة التعاون الإسلامي لقياس أداء قطاع السياحة في البلدان الأعضاء في المنظمة. ويلقي التقرير الضوء أيضا على بعض القضايا والتحديات التي تواجه التنمية والتعاون السياحي في دول المنظمة ويقترح مجموعة من التوصيات لتكون بمثابة مبادئ توجيهية للسياسات التي يتعين على الدول الأعضاء أخذها بعين الاعتبار.
|