الكومسيك تحتفل بالذكرى الثلاثين لتأسيسها

تم انعقاد الدورة الثلاثين للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (الكومسيك) في إسطنبول خلال الفترة مابين 25 و 28 نوفمبر 2014، بحضور مندوبين من الدول الأعضاء. وافتتحت الدورة في أول يومين باجتماع لكبار المسؤولين. وخلال الاجتماع تم الأخذ بعين النظر وإجراء مشاورات بين مندوبي الدول الأعضاء ومؤسسات منظمة التعاون الإسلامي حول عدد من بنود جدول الأعمال المتعلقة بقضايا مختلفة من أجل تعزيز  التعاون الاقتصادي والتجاري فيما بين الدول الأعضاء. وتشمل هذه القضايا: استعراض تنفيذ استراتيجية الكومسيك وبرنامج العمل العشري لمنظمة التعاون الإسلامي وخطة العمل، والتطورات الاقتصادية العالمية مع إشارة خاصة إلى الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وتوسيع التجارة البينية في منظمة التعاون الإسلامي، وتعزيز دور القطاع الخاص في التعاون الاقتصادي، وتحسين النقل والإتصالات، وتطوير قطاع مستدام وتنافسي للسياحة، وزيادة إنتاجية القطاع الزراعي والحفاظ على الأمن الغذائي، والقضاء على الفقر وتعميق التعاون المالي، وتبادل وجهات النظر حول "دور الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تطوير قطاع السياحة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي".

وخلال اجتماع كبار المسؤولين، قدم سيسرك عروضا حول البنود التالية في جدول الأعمال:

•        التطورات الاقتصادية العالمية مع إشارة خاصة إلى الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، حيث تم عرض تقرير بعنوان التوقعات الاقتصادية لمنظمة التعاون الإسلامي 2014.
•         القضاء على الفقر، حيث تم عرض تقرير مرحلي عن تنفيذ برنامج منظمة التعاون الإسلامي للتعليم والتدريب المهني (OIC-VET)، ودراسة بعنوان "إدارة الكوارث والنزاعات في دول منظمة التعاون الإسلامي".
•        تعميق التعاون المالي، حيث تم عرض نتائج اجتماع البنوك المركزية والسلطات النقدية في دول منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في 2014.
•        تبادل وجهات النظر حول "دور الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تطوير قطاع السياحة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي"، حيث تم عرض تقرير وتوصيات ورشة العمل التي نظمها سيسرك، ومكتب تنسيق الكومسيك حول هذا الموضوع.

وخلال مداولاتهم حول كل هذه القضايا، قام كبار المسؤولين بمناقشة والنظر في التوصيات والآثار المترتبة على السياسات للعديد من التقارير الفنية والأساسية التي تم إعدادها وتقديمها من قبل مختلف مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي ذات الصلة. كما قاموا أيضا باعداد مشاريع القرارات بشأن هذه القضايا للنظر فيها من قبل الاجتماع الوزاري الذي عقد في 27 نوفمبر 2014.

الاجتماع الوزاري للدورة الثلاثين للكومسيك

عقد الاجتماع الوزاري للدورة الثلاثين للكومسيك في 27 نوفمبر 2014. وعقدت المراسم الافتتاحية للاجتماع برئاسة معالي السيد رجب طيب أردوغان، رئيس جمهورية تركيا.

بعد تلاوة من القرآن الكريم، تلى ذلك بيانات افتتاحية أدلى بها كل من معالي السيد رجب طيب أردوغان، رئيس جمهورية تركيا ورئيس الكومسيك ومعالي السيد إياد أمين مدني، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ورؤساء الوفود نيابة عن المجموعات الإقليمية العربية والأفريقية والآسيوية، ومعالي الدكتور أحمد محمد علي، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية (IDB)، والسيد صالح عبد الله كامل، رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة، والسيد رفعت هيسارجيكلى أوغلو، رئيس الاتحاد التركي للغرف والسلع الأساسية.

وخلال الحفل الافتتاحي للدورة الثلاثين للكومسيك، تم عقد حفل لتوزيع الجوائز بمناسبة الذكرى الثلاثين على تأسيسها، حيث تم منح هذه الجوائز من قبل معالي السيد رجب طيب أردوغان، رئيس جمهورية تركيا ورئيس الكومسيك. وقد تم توزيع هذه الجوائز في ثلاث فئات: جوائز خاصة، وجوائز للمشاركات الأكثر نشاطا، وجوائز أكاديمية للاقتصاد والتمويل الإسلامي.

وعقب حفل توزيع الجوائز، قام معالي السيد رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية ورئيس الكومسيك، رسميا بإطلاق "معرض الكومسيك للسنة الثلاثين"، و "معرض فلسطين للتجارة والأعمال لعام 2014" و "معرض صور للقدس الشريف".

وبعد الظهر، تم عقد جلسة العمل الوزارية، التي أدارها معالي الدكتور جودت يلماز، وزير التنمية لجمهورية تركيا. وبعد اعتماد جدول الأعمال، تم اطلاع الدورة على نتائج اجتماع كبار المسؤولين. وتلي العرض الذي قدمه رئيس اجتماع كبار المسؤولين، عرضا رئيسيا قدمه السيد عمرو عبد الغفار، المدير الإقليمي لمنظمة السياحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط، حول موضوع دورة تبادل الآراء الوزاري. وبعد ذلك شارك الوزراء وجهات نظرهم حول موضوع "دور الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تطوير قطاع السياحة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي". وقدم أيضا السيد نايل اولباك، رئيس جمعية الصناعيين المستقلين ورجال الأعمال (MUSIAD) عرضا حول نتائج منتدى المؤتمر الثامن عشر للأعمال التجارية الدولية، والمعرض الدولي الخامس عشر  لMUSIAD.  

وعقدت الجلسة الختامية للدورة الثلاثين للكومسيك في 28 نوفمبر 2014 برئاسة معالي الدكتور جودت يلماز، وزير التنمية لجمهورية تركيا. ولخص مقرر اجتماع كبار المسؤولين وقائع الاجتماع وسلط الضوء على بعض النقاط البارزة في القرارات الصادرة. كما تم اعتماد القرارات من قبل الدورة. وألقى معالي الدكتور جودت يلماز، وزير الدولة في جمهورية تركيا، بيانا ختاميا في ختام الاجتماع الوزاري للدورة الثلاثين للكومسيك.

جميع الوثائق والعروض التي قدمت إلى الدورة الثامنة والعشرين للكومسيك متاحة من خلال الموقع: www.comcec.org

الأحداث الجانبية

بمناسبة الذكرى الثلاثين للكومسيك، وبالإضافة إلى الدورات العادية تم تنظيم ثلاث دورات استثنائية في 28 نوفمبر عام 2014، وهي:

•      الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأوبئة واستجابة منظمة التعاون الإسلامي: وضع الإيبولا
•         دور المنظمات غير الحكومية في جهود التنمية في الدول الإسلامية
•        التحديات الإنمائية في الدول الإسلامية وجدول أعمال التنمية لمرحلة ما بعد 2015

الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأوبئة واستجابة منظمة التعاون الإسلامي: وضع الإيبولا

قام البنك الإسلامي للتنمية وسيسرك بتنظيم مشترك لحدث جانبي حول "الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأوبئة واستجابة منظمة التعاون الإسلامي: وضع الإيبولا" بهدف مناقشة الإجراءات الحاسمة التي يجب اتخاذها لوقف انتشار المرض والحد من تأثيره على الاقتصاد وصحة مواطني دول غرب أفريقيا على الأمدين القريب والبعيد. وشارك أعضاء الوفود من الدول المتضررة وكذلك الدول الأعضاء الأخرى في منطقة غرب أفريقيا في الاجتماع.

وفي العرض الذي قدمه كمتحدث رئيسي، شارك معالي الدكتور قطب مصطفى سانو، وزير التعاون الدولي في غينيا، الخبرات والتحديات التي تواجه بلده كونها واحدة من الدول الأكثر تضررا من الإيبولا، ومنطقة غرب أفريقيا حاليا في مكافحة هذا المرض. وفي بيانه الافتتاحي، قال البروفيسور سافاش ألباي، المدير العام لسيسرك، أن الأثر الاجتماعي والاقتصادي الاستثنائي والغير مسبوق للأزمة يمكن التقليل منه إلى أدنى حد ممكن إذا نجحت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في عزل الإيبولا وليس الدول المتضررة منها. وبعد المداولات حول هذا الموضوع، اقترح المشاركون مجموعة من التوصيات بشأن الخطوات التي يتعين اتخاذها ضد انتقال مرض الإيبولا، وبشكل خاص حول استجابة منظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية في هذا الشأن.

دور المنظمات غير الحكومية في جهود التنمية في الدول الإسلامية

لدى الدول الإسلامية تقليدا عريقا في المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الطوعية. وعلى مر التاريخ، ساهمت الأوقاف بشكل خاص إلى حد كبير في التنمية الاقتصادية والتضامن الاجتماعي، والتعليم والتدريب في الدول الإسلامية وخارجها. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي للمنظمات غير الحكومية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي هو أقل من الإمكانيات بكثير. وفي هذا الصدد، فبناء بيئة مواتية لتنمية المنظمات غير الحكومية بما يتماشى مع العادات والتقاليد للثقافة الإسلامية من شأنه أن يساهم بشكل كبير في جهود التنمية في العالم الإسلامي.

وقد تم تنظيم هذه الدورة الاستثنائية بهدف تقييم مساهمات المنظمات غير الحكومية في جهود التنمية الوطنية والدولية، ومراجعة المستوى الحالي للمنظمات غير الحكومية في الدول الإسلامية ومناقشة العلاقة بين الثقافة المشتركة للدول المسلمة (ما يتعلق منها بالتضامن الاجتماعي والأوقاف على وجه التحديد)، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما قدمت هذه الدورة رؤى جديدة من خلال مناقشة العلاقات الحالية والمحتملة بين آليات الرعاية الاجتماعية التقليدية (مثل الأوقاف) والجهود الإنمائية في الدول الإسلامية. وحضر الدورة الوفود على المستوى الوزاري المشاركين في الدورة الثلاثين للكومسيك بالإضافة إلى علماء وخبراء بارزين.

التحديات الإنمائية في الدول الإسلامية وجدول أعمال التنمية لمرحلة ما بعد 2015

تم عقد جلسة خاصة بعنوان "التحديات الإنمائية في الدول الإسلامية وجدول أعمال التنمية لمرحلة ما بعد 2015 " في 28 نوفمبر 2014 على هامش الدورة الثلاثين للكومسيك. وكان الهدف الرئيسي من هذه الدورة هو مناقشة إنجازات الأهداف الإنمائية للألفية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والتداول حول التحديات الإنمائية التي تواجه الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في ضوء المنظور الذي تقدمه الأهداف الإنمائية للألفية، والخوض في كيفية مساهمة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة لما بعد عام 2015. وقد حضر الدورة، وزراء وأكاديميين والوفود المشاركة في الدورة الثلاثين للكومسيك. وخلال هذا الحدث الخاص، أتيحت الفرصة للمشاركين لطرح أسئلتهم والتعبير عن آرائهم.

وخلال هذه الدورة الاستثنائية، ألقى معالي البروفيسور نعمان كورتولموش، نائب رئيس وزراء جمهورية تركيا، خطابا رئيسيا. وبعد ذلك، تم عقد جلسة رفيعة المستوى ضمت وزراء/وزراء سابقين للتخطيط والتنمية والتعاون في دول منظمة التعاون الإسلامي وكذلك رئيس مجموعة البنك الإسلامي كمشاركين، حيث قدم المتحدثون وجهات نظرهم حول مختلف المواضيع المتعلقة بالتحديات الإنمائية في الدول الإسلامية. وشملت هذه المواضيع، من جملة أمور أخرى، دور ومساهمة المجتمع المدني والهيئات الحكومية، ووسائل الإعلام، والقطاع الخاص في تحقيق الأهداف الإنمائية في الدول الأعضاء، والأساليب الفعالة في توسيع نطاق الشراكة والتنسيق العالمي للدول الأعضاء، والأهداف الإنمائية للألفية و التحديات الإنمائية في الدول الإسلامية، ومساهمة الدول الإسلامية في تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية، والأدوات التي قد يعرضها العالم الإسلامي للقضاء على الفقر.

الصور