نظم كل من مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية (مركز أنقرة)، وهو جهاز متفرع عن منظمة التعاون الإسلامي، ومؤسسة الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (SETA) والبرنامج الليبي لإعادة الإدماج والتنمية (LPRD) والمنظمة الليبية للسياسات والاستراتيجيات (LOOPS) ورشة عمل حول "إعادة الإدماج والتنمية في ليبيا: دور بيوت الحكمة" خلال فترة 22-23 فبراير 2016 في مقر مركز أنقرة، تركيا.

وخلال الجلسة الافتتاحية لهذه الورشة، ألقى سعادة السفير موسى كولاكليكايا، المدير العام لمركز أنقرة، كلمة من ضمن ما جاء فيها أن بناء الدولة عملية تتطلب المزيد من العناية في السياق الليبي، وبأنه لا يجب النظر للعملية كأية عملية بناء دولة تقليدية بحيث يتوقع تدخل جهات خارجية بشكل نشط في عملية بناء مؤسسات دولة فاشلة، مخلفة وراءها إرثا من المشاكل الهيكلية المتعددة. وبدلا من ذلك ينبغي اعتماد مقاربة وطنية بحيث تأخذ الجهات الفاعلة الوطنية زمام المبادرة مع الاستعانة بالمساعدة التي يقدمها الوسطاء الدوليون عند الحاجة.

وأكد أن عملية بناء الدولة الليبية تتطلب صنع سياسة سليمة عن طريق وضع وتنفيذ السياسات التي من شأنها أن تؤدي إلى الحكامة المستدامة وإلى مجتمع ليبي أكثر عدلا وازدهارا. وفي هذا الصدد، قال السفير كولاكليكايا، أنه يمكن لبيوت الخبرة أن تلعب دورا حيويا وذلك بإجراء الأبحاث وتوفير قاعدة متينة لوضع السياسات العامة في خضم المعوقات السياسية المتعددة.

وأشار كذلك إلى أنه حتى يتسنى لبيوت الخبرة الليبية التأثير بفعالية في وضع السياسات العامة، يتعين عليها تطوير قدراتها من أجل أن يكون لأبحاثها تأثير على عملية صنع السياسة العامة والتواصل بشكل فعال حول النتائج المتوصل إليها بطرق ميسرة ومفهومة بالنسبة لواضعي السياسات والجهات الفاعلة في المجتمع المدني.

وعرفت الجلسة الافتتاحية لورشة العمل حضور كل من الأستاذ محيي الدين أتامان، نائب المنسق العام لمؤسسة الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (SETA)، والدكتور عوض إبراهيم، رئيس المنظمة الليبية للسياسات والاستراتيجيات (LOOPS)، والسيد مصطفى الساقزلي، المدير العام للبرنامج الليبي لإعادة الإدماج والتنمية (LPRD)، والسيد عبد الرزاق مختار، السفير الليبي إلى أنقرة، الذين ألقوا كلمتهم.

وكان الهدف الرئيسي من ورشة العمل هذه ذو شقين: أولا، لدعم مؤسسات الأبحاث المستقلة المعنية بالسياسات في جهودها الرامية إلى إجراء بحوث شديدة الدقة ومستقلة من أجل عملية صنع سياسات أفضل. ثانيا، لتعزيز قدرات بيوت الخبرة الليبية لتأليف وتجميع المعرفة والأدلة وذلك عن طريق ترجمة نتائج البحوث إلى محتوى ملائم ومفهوم لفئات مختلفة من المتلقين. ومن أهداف الورشة أيضا تعزيز إشراك بيوت الخبرة الليبية مع الشركاء الرئيسيين والجمهور من الناس في ليبيا وكذلك في العالم الإسلامي، وذلك بهدف دعمهم ليصبحوا شركاء أقوياء لتحقيق التغيير والتقدم في ليبيا.

وقد عرفت الورشة مشاركة مدراء وباحثين من بعض بيوت الخبرة الليبية، بما في ذلك المنظمة الليبية للسياسات والاستراتيجيات (LOOPS) ومنظمة ممكن للتوعية والإعلام والمركز الليبي للبحوث والتنمية والهيئة الليبية للبحوث والعلوم والتكنولوجيا ومركز الدراسات الاجتماعية، هذا بالإضافة إلى ممثلين من مؤسسات بيوت الخبرة التركية مثل ومؤسسة الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (SETA) ومركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية (ORSAM) وجمعية الباحثين حول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا (ORDAF) ومركز أنقرة للبحوث السياسية والاقتصادية (ASEM). وحضر الورشة أيضا ممثلون من رئاسة الوزراء التركية.

الصور