على امتداد العقدين الماضيين، أدت مجموعة من العوامل إلى فرض ضغط كبير على الأفراد سواء في البلدان المتقدمة أو النامية، بما في ذلك الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وتتمثل أبرزها في الوتيرة المتسارعة للتوسع الحضري، والعولمة، والفقر متعدد الأبعاد وتراجع فرص العمل بسبب الرقمنة، والتحول الاجتماعي نحو النزعة الفردانية، وارتفاع متوسط العمر المتوقع، وشيخوخة السكان، وزيادة مستوى الضغط على الموارد الطبيعية، وكثرة النزاعات والكوارث. ونتيجة لذلك، تواجه أعداد متنامية من الأفراد تحديات متزايدة بخصوص الوصول إلى أسواق العمل والاستفادة من خدمات الأسواق المالية والمؤسسات التعليمية والإسكان والمواصلات والأنظمة الصحية والحماية الاجتماعية وحتى الانخراط بفعالية في الحياة الثقافية، وهذا ما يعوق إبراز كامل إمكاناتهم وتقديم المساهمة المرجوة في جهود تحقيق التنمية الاجتماعية في مجتمعاتهم. ومثل هذه العوائق والصعوبات الطويلة الأمد تفضي إلى تفاقم حالة عدم المساواة القائمة أصلا، وتؤدي إلى الفقر، وتعميق الإقصاء الاجتماعي، لأنها تقف عقبة في وجه بعض أفراد المجتمع وتحرمهم من الاستفادة الكاملة من مزايا النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة.
يعد تحقيق التنمية الاجتماعية هدفا استراتيجيا بالنسبة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وهذا جلي من خلال القرارات والوثائق المتعلقة بالسياسات الصادرة عن سلسلة من المؤتمرات الوزارية القطاعية على صعيد منظمة التعاون الإسلامي. ولتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، يتعين على العديد من دول المنظمة بذل جهود أكبر لتلبية الاحتياجات المتزايدة للفئات الهشة في المجتمع والنهوض بمستوى رفاهيتهم في جميع مناحي الحياة. ويمكن أن يتحقق الأمر من خلال النهوض بالقدرات المؤسسية والبشرية للمؤسسات الوطنية العاملة في مجال التنمية الاجتماعية، إلى جانب سبل أخرى ممكنة.
وعلى هذا الأساس، وبناء على أجندة منظمة التعاون الإسلامي في مجال التنمية الاجتماعية، طور سيسرك برنامج بناء القدرات في مجال التنمية الاجتماعية (SD-CaB) بهدف دعم جهود البلدان الأعضاء في المنظمة والمساهمة فيها صوب تعزيز القدرات المؤسسية والبشرية لمؤسساتها الوطنية العاملة في المجالات ذات الصلة بالتنمية الاجتماعية. وسيمكن برنامج بناء القدرات هذا أيضا من تيسير عملية نقل وتبادل ومشاركة المعارف والخبرات وأفضل الممارسات بين البلدان الأعضاء في هذه المجالات المهمة من خلال مجموعة من الأساليب، مثل تنظيم دورات تدريبية وورشات عمل تدريبية وزيارات دراسية فنية.
► لتنزيل المذكرة المفاهيمية (الإنجليزية) (العربية) (الفرنسية)
|