محادثات سيسرك 2: ’إحياء اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا‘
التاريخ : 18 مارس 2025
مكان الانعقاد: مقر سيسرك، أنقرة - تركيا

في إطار إحياء اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، نظم سيسرك الجلسة الثانية من سلسلة محادثات سيسرك، حيث استضاف ممثلين رفيعي المستوى من السلك الدبلوماسي وخبراء بارزين ومشاركين من مؤسسات دولية ومؤسسات تركية وطنية.

وكرست هذه الفعالية لرفع مستوى الوعي حول التعصب وخطاب الكراهية والتمييز الموجه ضد المسلمين، وكذلك لتشجيع البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على اتخاذ الخطوات اللازمة لمكافحة الإسلاموفوبيا.

واستضافت هذه الجلسة معالي السفير محمد باتشاجي، المبعوث الخاص للأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي المعني بالإسلاموفوبيا بصفته متحدث رئيسي. وانضم إليه في حلقة النقاش كل من البروفيسور د. أنس بيراقلي، رئيس قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة التركية الألمانية والمحرر المشارك للتقرير الأوروبي بشأن الإسلاموفوبيا (EIR)، والسيدة أمينة سميتس أكيلما، المساهمة في التقرير، وغطى النقاش ظاهرة الإسلاموفوبيا من خلال تحليل شامل يكشف عن الاتجاهات العالمية للتمييز والتحيز ضد المسلمين.

في كلمتها الترحيبية، تناولت معالي السيدة زهراء زمرد سلجوق الوضع في غزة، مؤكدة على ضرورة التحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية المستمرة في فلسطين. كما سلطت الضوء على التزايد المقلق لظاهرة الإسلاموفوبيا على مستوى العالم، مشيرة إلى أن الأحداث الأخيرة، لا سيما الإبادة الجماعية في فلسطين، قد فاقمت من هذه التوجهات، ما يؤكد الحاجة الملحة إلى جهود دولية جماعية لمكافحتها. كما استذكرت معاليها يوم الجمهورية التركية لنصر جناق قلعة (جاليبولي) وشهداءه في 18 مارس، الذي يعد إحدى المحطات التاريخية الأبرز في تاريخ الجمهورية التركية. حيث أصبح هذا الانتصار رمزا للعزيمة الراسخة في الدفاع عن الوطن، تماما كما يفعل الفلسطينيون الذين، رغم الهجمات الوحشية، لا يزالون يواصلون نضالهم لحماية أرضهم. وفي هذا السياق، دعت معاليها المسلمين في جميع أنحاء العالم، شبابا وكبارا، نساء ورجالا، إلى التكاتف والتضامن قلبا وقالبا مع فلسطين.

في كلمته الرئيسية، شدد معالي السفير محمد باتشاجي على الدور المحوري لتعددية الأطراف في التصدي للكراهية ضد المسلمين. وأكد معاليه التزام منظمة التعاون الإسلامي بدعم الأطر الدولية الرئيسية، بما في ذلك قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رقم 16/18، وخطة عمل الرباط، واستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة خطاب الكراهية. كما أبرز معاليه أهمية الحوكمة الرقمية والخطابات المضادة والمحاسبة والتدابير التشريعية في مكافحة الإسلاموفوبيا. وفي ظل الارتفاع العالمي في حوادث الكراهية ضد المسلمين، دعا السفير باتشاجي إلى تحرك جماعي يشمل الحكومات والمجتمع المدني وشركات التكنولوجيا والمنظمات متعددة الأطراف للحد من انتشار وتعاظم خطاب الكراهية.

خلال حلقة النقاش، أوضح البروفيسور أنس بايراقلي أن الإسلاموفوبيا أصبحت تعرف عالميا على أنها شكل من أشكال العنصرية ضد للمسلمين. وأشار إلى أن الأمم المتحدة قد أقرت رسميا بأنها كقضية ملحة. بالرغم من ذلك، لا تزال العديد من المنظمات الدولية البارزة تتردد في اتخاذ خطوات حاسمة للاعتراف بهذا الشكل من التمييز ومعالجته. وأكد البروفيسور بايراقلي على الحاجة الملحة إلى اعتراف سياسي وقانوني بالإسلاموفوبيا لمواجهة الإنكار والتجاهل المنتشرين على نطاق واسع. كما استعرض معاليه أبرز نتائج التقرير الأوروبي الأخير بشأن الإسلاموفوبيا، حيث أظهرت الإحصائيات أن 47% من المسلمين في أوروبا يتعرضون للتمييز العنصري، و39% منهم يواجهون التمييز في سوق العمل، و35% منهم يواجهون صعوبة في الحصول على سكن. كما يتأثرن النساء المسلمات المحجبات بالممارسات التمييزية بشكل غير متناسب.

من جهتها، سلطت السيدة أمينة سميتس أَكيلما الضوء على الحقائق غير المبلغ عنها حول الإسلاموفوبيا. وأكدت على أن هذه الظاهرة لا تقتصر على العنف الجسدي، بل تشمل الإقصاء المنهجي وإنكار تجارب المسلمين، مما يساهم في تهميشهم مجتمعيا وتعزيز استبطان الإسلاموفوبيا. كما تناولت مسألة النقص الحاد في تمثيل المسلمين في قطاع التعليم والمجتمع بشكل عام، ما يزيد من التحديات الهيكلية التي تواجه المجتمعات المسلمة. وفي سياق معالجة هذه القضايا، دعت إلى إنشاء آليات مستقلة للتقرير بشأن الإسلاموفوبيا على مستوى العالم. وشددت على الحاجة إلى تعزيز تمثيل المسلمين في مختلف القطاعات في المجتمع، والدعوة للاعتراف بحكمهم الذاتي في الشؤون الدينية داخل الدول الديمقراطية.

اختتمت الفعالية بتبادل الأسئلة والملاحظات من المشاركين، حيث قدموا رؤى قيمة أضافت للجلسة الثانية من سلسلة محادثات سيسرك. وفي ختام الفعالية، واصل المشاركون تبادل الحوارات والنقاشات خلال برنامج الإفطار الذي استضافه سيسرك.

ومن الجدير بالذكر أن سلسلة محادثات سيسرك هي مبادرة حديثة، أطلقت عام 2025، حيث تستضيف خبراء بارزين من مجالات متنوعة في مكتبة الأقصى التابعة للمركز. وتيسر هذه المنصة تبادل المعارف حول مواضيع متنوعة، بمشاركة جمهور واسع الخلفيات، كما تشكل فرصة لجمع ممثلي بعثات البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في تركيا.

الصور