معالي السيدة زهراء زمرد سلجوق تشارك في فعالية منتدى شباب التعاون الإسلامي حول ’آفاق جديدة للقضاء على الفقر: ميثاق المستقبل في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي‘
التاريخ : 17 أكتوبر 2024
مكان الانعقاد: افتراضيا، إسطنبول تركيا

شاركت معالي السيدة زهراء زمرد سلجوق في حلقة نقاش نظمها منتدى شباب التعاون الإسلامي في اليوم الدولي للقضاء على الفقر. وتمحورت الفعالية التي حملت عنوان "آفاق جديدة للقضاء على الفقر: ميثاق المستقبل في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي" حول الاستراتيجيات المستدامة لمكافحة الفقر، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وبرنامج عمل منظمة التعاون الإسلامي حتى عام 2025.

في كلمتها، أكدت معالي السيدة سلجوق على الإمكانات التحويلية للتكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، وذلك في معالجة الأسباب الجذرية للفقر، بما يتوافق مع غايات الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة. وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي من شأنه تعزيز قطاعات مثل الأمن الغذائي عن طريق الزراعة الدقيقة، وتقوية أنظمة الحماية الاجتماعية لتكون أكثر قدرة على الاستجابة السريعة للأزمات.

كما شاركت أبرز النتائج الواردة في إصدار 2024 من تقرير سيسرك "نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات الأولوية في بلدان منظمة التعاون الإسلامي". فوفقا لهذه النتائج، انخفضت نسبة سكان بلدان المنظمة الذين يعيشون بأقل من 2.15 دولار أمريكي يوميا من 32.3% المسجلة في عام 2000 إلى 11.7% في عام 2022. ومن المتوقع أن تصل تقريبا نصف بلدان المنظمة إلى مستوى قريب من  انعدام الفقر المدقع بحلول عام 2030. ومع ذلك، لا يزال أكثر من 30% من سكان بعض بلدان المنظمة من شرق وغرب أفريقيا يعيشون في فقر مدقع.

وبالإضافة، أكدت على أهمية سد الفجوة الرقمية، خاصة في المناطق ذات الدخل المنخفض. وأشارت إلى الحاجة لتمكين الوصول إلى التكنولوجيا مأكدة أنه ينبغي للحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أن تكون متاحة على نطاق واسع ومراعية للمعايير الأخلاقية حتى يتسنى لها المساهمة في الجهود الرامية للقضاء على الفقر. كما سلطت الضوء على "ميثاق المستقبل" كإطار مصمم لتسخير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا للحد من الفقر، مع الحفاظ على التضامن الدولي والمعايير الأخلاقية من أجل التخفيف من المخاطر المحتملة مثل عدم المساواة والتحيز.

وأيضا أكدت على أهمية التعليم والثقافة الرقمية، خاصة فيما يتعلق بالشباب.  وشددت على أهمية تزويد الشباب بالمهارات اللازمة للاقتصاد الرقمي، الأمر الذي يكتسي أهمية بالغة في الدفع بعجلة النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي في بلدان منظمة التعاون الإسلامي. ومن المتوقع أن يصل عدد الشباب في بلدان المنظمة إلى 380 مليون بحلول عام 2025، مما يمثل 30% من إجمالي عدد الشباب في العالم.

فضلا عن ذلك، عرضت المنهج الإسلامي في مكافحة الفقر. وشددت على أن المبادئ الإسلامية مثل الزكاة، والصدقة، والوقف تعمل كاستراتيجيات شاملة للقضاء على الفقر مع معالجة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية. وأبرزت كيف أن مفهوم الزكاة في الإسلام، وهو عبارة عن ضريبة إلزامية على الثروة (2.5% من إجمالي المدخرات السنوية)، كان تاريخيا أداة قوية للتخفيف من حدة الفقر وتحقيق العدالة الاقتصادية. كما أكدت على ضرورة إحياء مؤسسة الوقف، ومنحها الأهمية التي كانت تتمتع بها في الماضي، والتي لعبت دورا كبيرا في المجتمعات الإسلامية من خلال توفير الرعاية الاجتماعية طويلة الأجل.

واختتمت معالي السيدة سلجوق كلمتها بالتأكيد على الحاجة للشراكات العالمية والتعاون الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأشارت إلى أنه بتوحيد جهودنا يمكننا مواجهة التحديات الفريدة التي تواجه البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي من خلال تبادل المعرفة ودمج الموارد، مما يمهد الطريق نحو تحقيق تنمية أكثر شمولا واستدامة.